Skip to main content

Posts

Showing posts from January, 2024

قرارات محكمة العدل الدولية حدث تاريخي في تحرير فلسطين

استغرقت محكمة العدل الدولية 13 يومًا فقط لتنظيم جلسات الاستماع، و13 يومًا أخرى لاتخاذ قرار بشأن التدابير المؤقتة. لا شك أن هذه السرعة في تصرف المحكمة يظهر خطورة الوضع والافتراض القوي بوقوع إبادة جماعية. فرضت محكمة العدل الدولية ستة تدابير مؤقتة على إسرائيل: أمرتها باتخاذ جميع الإجراءات التي تهدف إلى منع الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، وضمان احترام الجيش لهذه الإجراءات، والعمل ضد التحريض على الإبادة الجماعية، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان، الحفاظ على جميع الأدلة وتقديم تقرير خلال شهر واحد بشأن هذه التدابير. إن هذه التدابير مجتمعة ترقى إلى هدنة إنسانية طويلة الأمد. وهذه التدابير الستة مهمة للغاية لأنها قرارات قضائية وليست سياسية. ونتيجة لذلك هي قابلة للتنفيذ، وعلى الرغم من أن محكمة العدل الدولية ليس لديها شرطة، فإن كل دولة مطالبة بتطبيقها وإلا فإنها تتحمل مسؤوليتها. كما أن هذه الإجراءات مهمة لأنها تربط بين نهاية الاحتلال والفصل العنصري في فلسطين من جهة ودور الغرب في دعم إسرائيل من جهة أخرى. ومن الجيد أن نتذكر أن الغرب هو الذي دعم الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأن بعد ضغ...

تنكشف الحقيقة دائما

المأساة الحالية في فلسطين، ابادة ما يقرب عن 30,000 مدني جلهم اطفال ونساء، تدفعنا إلى التفكير مجددا في أسبابها وحلولها. يعود تاريخها إلى القرن العشرين،  حيث كانت الحركة الصهيونية الاوربية بقيادة اليهود الأشكناز تهدف إلى إنشاء دولة حصرية لليهود، وهي بطبيعتها دولة استعمارية وفصل عنصري . وكان الجانب الأوروبي التفوقي واضحا في سوء معاملة العرب الفلسطينيين واليهود السفارديم. كما انه مصدر الصراعات مع بلدان المنطقه. كان من واجب البلدان الاوربية تحسين وضعية اليهود في أوروبا، لا سيما بعد الإبادة الجماعية في المانيا، لكن الصهيونية - مع دعم بريطانيا- ارتكبت خطأً فادحاً باختيارها كياناً منفصلاً، وتفضيل اليهود الأوروبيين واختيار الأراضي المأهولة، الأمر الذي أدى إلى السلوك الاستعماري فضلاً عن الفصل العنصري. وبعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان، يرى المزيد من الناس أن المشروع الصهيوني هو مصدر الظلم والصراعات، وتظهر أصوات قوية لتصحيح هذه الأخطاء وإنهاء الصراعات. بنيونس سعيدي

حقيقة محرجة

إن ما يجري في فلسطين في الأشهر الأخيرة يتطلب منا أن نفكر في الأسباب الجذرية لهذه الأحداث. تبدأ القصة في أوروبا حيث تعرض اليهود لمعاداة عميقة لليهودية طوال قرون (1) آتية من المسيحيين، خاصة منذ العصور الوسطى. المكان الوحيد الذي تمتع فيه اليهود  كل حقوقهم كمواطنين كان في إسبانيا وجزء من البرتغال خلال الوجود العربي الإسلامي بين القرنين الثامن والخامس عشر.(2) وكانت معاداة اليهودية في كل مكان آخر في أوروبا هي التي تسببت في ولادة، خلال القرن التاسع عشر ،الحركة الصهيونية التي أرادت تحرير اليهود من هذا الظلم. واعتبرت هذه الحركة أنه لا يوجد حل داخل المجتمعات الأوروبية. ومن هنا جاءت فكرة إيجاد وطن منفصل لليهود. ومن جانبهم، بدلاً من السعي إلى تحسين أوضاع اليهود داخل بلدانهم، شجع القادة الغربيون، إنشاء كيان خارج أوروبا. ويجب أن نتذكر أن يهود أوروبا هاجروا بأعداد كبيرة إلى الولايات المتحدة، التي اعتبروها منطقة أكثر أمانًا. ويجب أن نتذكر أيضًا أن الولايات المتحدة أوقفت هذه الهجرة اليهودية عندما أدركت أهميتها. لقد تخلص زعماء الغرب ـ أوروبا والولايات المتحدة ـ بطريقة أو بأخرى من المسألة اليهودية من...

سرائيل في قفص الاتهام

لأول مرة تمثل إسرائيل أمام محكمة دولية متهمة بارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. إن جنوب أفريقيا، التي عانت من الفصل العنصري والتي تمثل اليوم الضمير العالمي، تحظى بشرف عظيم للقيام بهذا العمل الأخلاقي والبطولي. ونظراً لقوة الحجج التي قدمتها جنوب أفريقيا، هناك فرصة جيدة لأن تصدر المحكمة قراراً يقضي بإنهاء أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وعلى أية حال، وأياً كانت قرارات المحكمة، فإنه لنصر عظيم أن نرى هيئة قضائية دولية تنظر في معاناة الشعب الفلسطيني بينما تمثل إسرائيل للمرة الأولى في قفص الاتهام. بنيونس سعيدي