للذين تابعوا هذه الانتخابات للحظوا ولا شك أن عدد من وسائل الإعلام ألقت الضوء على أن الرئيس الحالي لم ينتخب في الجولة الأولى. وسلطت وسائل الإعلام الضوء على أن هذه الانتخابات كانت بمثابة تحدٍ ي كبير لأردوغان الذي يواجه- حسب قولهم- أزمة اقتصادية وأزمة ثقة تجاه سلطة "استبدادية".
أود فقط أن أثير بعض النقاط التي تبدو مهمة بالنسبة لي.
تولى حزب العدالة والتنمية السلطة بشكل ديمقراطي منذ أكثر من 20 عامًا ، وقد جدد الشعب التركي ثقته طوال تلك الفترة ثقته تجاه سياساته وجودة قادته. لقد شارك السيد أردوغان بنفسه في عدة انتخابات ولم يخسر أي منها منذ 21 عامًا!
وبخصوص انتخابات 2023 ، من الواضح أن السيد أردوغان حصل على أكثر من 27 مليون صوت ، أي ما يزيد على 700 ألف بالمقارنة مع سنة 2018. صحيح أنه خسر 3٪ كنسبة مئوية. ولوضع الأمور في نصابها ، يجب ملاحظة أن حزب السيد أردوغان واجه تجمعًا معارضًا لا يقل عن 6 أحزاب ليس لديها حتى برنامج مشترك !. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الإعلام الغربي قاد بالإجماع حملة عشواء ضد حزب أردوغان ، لا سيما من خلال تقديم استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه خاسر هذه الانتخابات. يجب التذكير ان تلك الانتخابات نفسها اظهرت حزب العداله كاول حزب تركي والتي له اغلبية في البرلمان مع حزب اخر.
إذا كان هناك درس يمكن استنتاجه من هذه الانتخابات فهو المستوى الهاءل للشعب التركي الذي قاوم كل هاته الحملة الداخلية والخارجية وجدد ثقته في حزب على مدى السنوات العشرين الماضية بما فيه سياسة أساسية وثابتة مبنية على تحديث للاقتصاد وتعزيز البلاد كقوة إقليمية وعالمية.
الدرس الآخر الذي استخلصته شخصيًا من هذه الانتخابات هو أن الدفاع عن مصالح الدول التي تسعى إلى إرساء استقلاليتها يجب أن يكون من صنع شعوبها ونخبها ، التي تظل يقظة ضد أي تدخل خارجي ، وخاصة منه ال تدخل الغربي.
بنيونس سعيدي
Comments
Post a Comment